مسلحون يقتلون صحفياً في البيرو بعد مناقشته ملفات فساد محلية
مسلحون يقتلون صحفياً في البيرو بعد مناقشته ملفات فساد محلية
قُتل صحفي بيروفي متأثرًا بجراحه بعد تعرّضه لإطلاق نار من مسلحين في جنوب البلاد، في حادثة أعادت تسليط الضوء على تصاعد المخاطر التي تواجه الصحفيين في البيرو، وأثارت قلقًا متجددًا بشأن واقع حرية الصحافة والأمن المهني للإعلاميين.
وتوفي الصحفي ميتزار كاستييخوس، أمس الجمعة، داخل أحد مستشفيات العاصمة ليما، بعد أسبوع من إصابته بطلق ناري أثناء مغادرته منزله متوجهًا إلى مقر عمله، بحسب ما ذكرت وكالة "فرانس برس"، اليوم السبت.
أُصيب كاستييخوس في 12 ديسمبر الجاري، في حين كان في طريقه إلى إذاعة راديو لاتين بلس في إقليم أوكايالي، حيث كان يعمل صحفيًا ومقدم برامج.
وأفادت الرابطة الوطنية للصحفيين بأن مقتله رفع عدد الصحفيين البيروفيين الذين اغتيلوا منذ مطلع العام إلى أربعة، ما يعكس خطورة متزايدة على العاملين في الحقل الإعلامي.
صحفي وملفات فساد
كان كاستييخوس البالغ من العمر 34 عامًا يدير برنامجًا إذاعيًا اشتهر بتناوله قضايا الشأن المحلي، وبتسليطه الضوء على شبهات فساد تورّط فيها مسؤولون محليون.
عرف عنه، بحسب زملائه، نشاطه في الصحافة الاستقصائية، وهو ما رجّح فرضية ارتباط الجريمة بعمله المهني، في ظل انتشار الجريمة المنظمة وتنامي نفوذها في بعض المناطق.
وطالبت الرابطة الوطنية للصحفيين السلطات البيروفية بالإسراع في التحقيق، وإنزال أقصى العقوبات بالمسؤولين عن الاغتيال.
وصفت الرابطة العام الجاري بأنه “كارثي على حرية الصحافة في البيرو”، محذّرة من مناخ ترهيب متزايد يهدد سلامة الإعلاميين ويقوض حق المجتمع في الوصول إلى المعلومات.
مشهد أوسع من العنف
سُجّلت في وقت سابق من الشهر نفسه حادثة إطلاق نار استهدفت الصحفي فرناندو نونييز مراسل قناة كاميلا تي في الرقمية أثناء مهمة عمل في منطقة لا ليبرتاد شمال البلاد.
وأشارت تقارير إلى مقتل صحفيين آخرين، بينهم غاستون مدينا وراوول سيليس، خلال الأشهر الماضية، في سياق تصاعد نشاط جماعات إجرامية في مناطق متفرقة.
وأظهرت بيانات رسمية أن البيرو سجلت 1888 جريمة قتل حتى أكتوبر 2025، بزيادة تقارب 13% مقارنة بالفترة نفسها من عام 2024.
وعكس هذا الارتفاع تدهورًا أمنيًا عامًا، زاد من هشاشة أوضاع الصحفيين، وطرح تساؤلات ملحّة حول قدرة الدولة على توفير الحماية للعاملين في الإعلام، وضمان محاسبة مرتكبي الجرائم بحقهم.











